الحرب الرقمية Cyber Warefare والجيش الرقمي Cyber Army

مع انتقال معظم أجزاء الحياة في يومنا هذا إلى العالم الرقمي ظهر نوع جديد من الهجومات التي استخدمها البعض للتسبب بخسائر لدول أخرى أطلق عليها الهجومات الرقمية، حيث أصبحت كل التعاملات التي تقوم بها الدول سواءً المالية، العسكرية، التعليمية و غيرها مبنية بشكل أساسي على بنية رقمية ما يعني أنها في خطر من الهجومات الرقمية في كل لحظة، و هنا كانت بداية الحرب الرقمية Cyber Warfare.
لم يتوقف الأمر عند مجموعة من المخترقين المستقلين بل توسع ليشمل لدول، حيث بدأت تتجه الدول إلى هجمات رقمية منظمة للحصول على معلومات من دولة أخرى أو تدمير قواعد بيانات هامة أو حتى التحكم بترسانتها العسكرية، حيث اعتمدت هذه الدول على مجموعة من المخترقين المنظمين المدربين لعمليات عالية المستوى أطلق عليهم الجيش الرقمي Cyber army.
إذاً الجيش الرقمي و بكل بساطة هو مجموعة من المخترقين المنظمين تحت قيادة واحدة يعملون على اختراق حواسيب و شبكات الدول الأخرى بحسب مصالح بلدهم للوصول لمعلومات يحتاجونها أو لتدمير قواعد بيانات هامة لدى العدو.
أما بالنسبة للأهداف فقد انقسمت إلى قسمين وهما:
القسم الإيجابي “الدفاعي”:
- حماية البيانات الأكثر أهمية في الدولة من الهجمات الرقمية.
- حماية الشبكات في البلد من الهجمات الرقمية.
- ضمان الخصوصية و الحماية لكل مستخدمي الشبكات في البلد.
القسم السلبي “الهجومي”:
- الوصول إلى بيانات سرية من الدول المستهدفة.
- تدمير بيانات معينة لدى الدول المستهدفة.
الجدير بالذكر أن الأمر لم يبقى في إطار الدول فحسب بل تمدد بشكل سيء بحسب رأيي، حيث بدأ الجيش الرقمي على شكل جيش نظامي خاص بكل دولة تابع لقيادة الدولة و منظم كفريق عمل واحد، و لكن الأمر لم يستمر هكذا طويلاً حيث بدأ مجموعة من الإرهابيين باستخدام هذه الطريقة لمصالحهم الخاصة بتجميع أنفسهم لعمل عصابة تعمل في مجال الاختراق لصالح من يدفع أكثر، إضافة إلى قيام بعض الشركات بالإضرار بمصالح شركات منافسة بنفس الطريقة.
أما أقوى الجيوش الرقمية Cyber Army في يومنا هذا فهي تابعة للدول التالية:
- كوريا الجنوبية.
- الصين.
- الهند.
- الولايات المتحدة.
- روسيا.
- ألمانيا.
كما تلاحظ أخي القارئ فإن كبرى دول العالم تتجه إلى هذه الحرب ما يعني أنها ستكون جزء كبير من ساحة الحرب في الفترة القادمة، و وجود جيش رقمي قوي يعني حماية الدولة من الهجومات المستقبلية المتوقعة.
الأمر لا يتوقف عند الدول الغربية حيث لا بد للدول العربية البدء بالاتجاه إلى هذه الساحة حتى لا يكونوا الفريسة السهلة لأي اعتداء رقمي قادم، و ذلك عبر تنظيم المخترقين الموجودين في كل دولة تحت قيادة واحدة و تدريبهم بشكل صحيح و منظم ليصبحوا قوة رقمية لا يستهان بها قادرة في يوم ما على حماية بلدها من أي هجومات رقمية محتملة ضدها.